2025-07-29 16:07:10
في زنازين ضيقة لا تتجاوز مساحتها 4 أمتار مربعة، يعيش 4800 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تحضيراتهم الخاصة لمتابعة بطولة كأس العالم في قطر 2022، في تحدّ صارخ لظروف الاعتقال القاسية.
تحولت الزنازين المظلمة إلى ما يشبه المدرجات الصغيرة، حيث يتجمع نحو 10 أسرى حول شاشة تلفزيون صغيرة أو مذياع قديم، في محاولة يائسة للتواصل مع الحدث الرياضي الأكبر على مستوى العالم. الأسرى الذين تحدثوا لـ”سند للرصد والتحقق الإخباري” التابعة لشبكة الجزيرة (رفضوا الكشف عن هوياتهم خوفاً من انتقام السجان) كشفوا عن طرق مبتكرة لمتابعة المباريات.
“نستخدم سلكاً نحاسياً نخرجه من فتحة التهوية لالتقاط أي قناة تبث المباريات”، يقول أحد الأسرى المحررين الذي فضل عدم ذكر اسمه. “لكننا نعرف أن المباراة قد تنقطع فجأة إذا اكتشف الحراس السلك”. في بعض السجون حيث لا توجد هذه الإمكانية، يضطر الأسرى للاكتفاء بسماع التعليق الصوتي عبر أجهزة الراديو القديمة.
الأسرى يضعون معايير خاصة لتشجيع الفرق: “نشجع الفرق العربية أولاً، ثم المنتخبات التي تدعم قضيتنا فلسطين”، يوضح أحدهم. هذه المعايير تنطبق على جميع المنتخبات المشاركة سواء من أوروبا أو أمريكا اللاتينية أو غيرها.
في مشهد مؤثر، يحاول الأسرى تحويل زنازينهم إلى ما يشبه الملاعب الصغيرة خلال المباريات. “نرسم خطوط الملعب على الأرض، ونستخدم قطع الخبز لتمثيل اللاعبين”، يروي أحدهم. هذه الطقوس تمنحهم شعوراً زائفاً بالحرية، ولو لـ90 دقيقة فقط.
بطولة كأس العالم في قطر 2022، التي تنطلق في 20 نوفمبر/تشرين الثاني وتستمر حتى 18 ديسمبر/كانون الأول، تمثل للأسرى الفلسطينيين أكثر من مجرد حدث رياضي. إنها نافذتهم على العالم الخارجي، وفرصتهم لإثبات أن القضبان لا يمكن أن تحبس أحلامهم وشغفهم بالحياة.