2025-07-29 17:24:55
بعد عودتها للملاعب بقميص توتنهام، لم تكن أليكس مورغان وحدها محط الأنظار، بل ابنتها الرضيعة تشارلي التي احتضنتها في أول مباراة تخوضها كلاعبة وأم. هذه اللحظة أثارت تساؤلات عميقة حول تحديات الأمومة في عالم الرياضة، خاصة مع غياب مورغان لأكثر من عام بسبب الحمل والولادة، ثم جائحة كورونا التي زادت من صعوبة العودة.
الحمل والولادة ليسا مجرد حدثين عابرين، بل تحول جسدي ونفسي شامل. فبحسب الدكتورة كريستي إليوت، أستاذة علم وظائف الأعضاء، تؤثر الولادة على الجهاز العضلي والهيكل العظمي، مما يغير طريقة المشي والتوازن، ويضعف الأربطة، ويزيد خطر الإصابات. كما أن التغيرات الهرمونية تؤثر على القلب والرئتين، مما يجعل العودة للمستوى السابق تحدياً كبيراً، خاصة مع تقدم العمر.
لكن التحديات لا تتوقف عند هذا الحد. فالضغط على الحوض قد يؤدي إلى سلس البول، واضطرابات الوزن، وحتى مشاكل في الثدي أثناء اللعب. كل هذه التغيرات تتطلب تدريباً خاصاً وصبراً طويلاً، كما حدث مع اللاعبة الويلزية هيلين وارد، التي عانت من انفصال عضلات البطن بعد الولادة واضطرت لشهور من التمارين الشاقة لاستعادة قوتها.
وفي قصة أخرى، اضطرت اللاعبة سيوبهان تشامبرلين لإجراء اختبار حمل قبل افتتاح كأس العالم 2019، ثم واصلت التدريبات خلال فترة حملها، لكنها قررت الاعتزال لاحقاً بسبب شعورها بالذنب تجاه ابنتها. هذه القصص تظهر أن الصراع بين الأمومة والرياضة ليس جسدياً فحسب، بل نفسياً أيضاً.
لكن هناك بصيص أمل. فبعد ظهور مورغان في الملاعب، أعلن الاتحاد الدولي “فيفا” عن قانون جديد لحماية الأمهات، يضمن إجازة أمومة مدفوعة الأجر، ويسهل عودة اللاعبات. ربما تكون مورغان قد فتحت الباب لتغيير حقيقي في عالم كرة القدم، حيث تصبح الأمومة جزءاً مقدراً من حياة اللاعبات، وليس عائقاً ينهي مسيرتهن.