2025-07-30 09:23:59
بعد أشهر من الترقب، وجدت جماهير نيوكاسل يونايتد نفسها أمام واقع مختلف عما توقعته مع بداية عهد الملكية السعودية الجديدة. فبدلاً من موجة الصفقات الكبرى التي حلم بها المشجعون، اختار صندوق الاستثمارات العامة السعودي نهجاً أكثر حذراً في بناء الفريق، مما أثار موجة من التساؤلات حول الاستراتيجية المتبعة.

سياسة مالية محكمة تتصادم مع التوقعات
يبدو أن إدارة النادي الجديدة تتعامل بمنهجية تختلف تماماً عن الصورة النمطية عن ملاك الأندية الخليجيين. فبعد 10 أشهر فقط من الاستحواذ التاريخي بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني، اختارت الإدارة التركيز على تعزيز البنية التحتية للفريق بدلاً من الإنفاق المتهور.

الصفقات التي أبرمها النادي حتى الآن - سفين بوتمان (33 مليون جنيه) ونيك بوب ومات تارغت (إعارة) وإيزاك هايدن (انتقال حر) - تبدو معقولة ولكنها بعيدة كل البعد عن "الصفقات النجمية" التي توقعها المشجعون. هذا النهج يعكس التزام الإدارة بلوائح اللعب المالي النظيف في الدوري الإنجليزي، كما يؤكد رؤية طويلة الأمد لبناء فريق قادر على المنافسة بشكل مستدام.

إيدي هاو: المهندس الخفي لنهضة نيوكاسل
لا يمكن الحديث عن التحول الذي يشهده نيوكاسل دون ذكر الدور المحوري للمدرب إيدي هاو. منذ تعيينه خلفاً لستيف بروس، نجح في قيادة واحدة من أكثر التحولات إثارة للإعجاب في الدوري الإنجليزي. من فريق لم يحقق أي انتصار حتى ديسمبر، إلى فريق أنهى الموسم في المركز الحادي عشر بعد سلسلة من الأداءات المتميزة.
إستراتيجية هاو الذكية في التعاقدات - مثل كيران تريبيير ودان برن وبرونو جيمارايش - أثبتت أن بناء فريق متوازن أهم من جمع الأسماء اللامعة. هذه الفلسفة تبدو متوافقة تماماً مع رؤية الملاك الجدد، مما يعزز الثقة في المشروع على المدى الطويل.
تحديات المستقبل وفرص السوق الصيفي
مع اقتراب الموسم الجديد، لا يزال النادي يبحث عن تعزيزات إضافية، حيث يركز على لاعبين مثل جيمس ماديسون من ليستر سيتي. لكن تصريحات أماندا ستافيلي، عضوة مجلس الإدارة، توضح أن الجماهير يجب أن تعدل توقعاتها: "التغيير لا يحدث بين عشية وضحاها".
الاستثمارات الحقيقية تبدو في المجالات الأخرى: مقر تدريب جديد، تحديث أقسام التحليل وعلوم الرياضة، وتعيين دارين إيلز مديراً تنفيذياً. كلها إشارات على أن النادي يبني أساساً متيناً للنجاح المستقبلي، وليس مجرد سباق للحصول على نتائج فورية.
بين خيبة أمل الجماهير من عدم تحقيق "حلم المليارات"، ورؤية الإدارة الاستثمارية المحسوبة، يبدو أن نيوكاسل يونايتد أمام مفترق طرق تاريخي. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستثمر هذه الإستراتيجية الصبرية في النهاية، أم أن ضغوط الجماهير والتوقعات ستجبر النادي على تغيير مساره؟ الإجابة قد تحدد مصير أحد أعرق الأندية الإنجليزية في السنوات القادمة.